حوار شيق و ممتع مع الاسطورة بريمـــة .

[size=24] [size=9][size=16]م يخف حامد بريمة أسطورة حراسة المريخ والمنتخب الوطني السابق ارتياحه لما طرأ علي الكرة السودانية من طفرات ملفتة في المواسم الأخيرة رغماً عن حالة التراجع التي تعيش فيها، وأكد أن المواهب في السودان غزيرة وتحتاج لمن يأخذ بيدها، حامي عرين المريخ ومدرب البراعم الحالي بنادي الوكرة فتح لنا دفتر ذكرياته وجلس مع " الصدى" في نادي الوكرة ليطل علي القراء عبر حوار بلا رتوش.

* لنبدأ من النهاية كابتن حامد .. صف لنا أجواء العمل في تسع أعوام هي فترتك حتي الآن مع الكرة القطرية؟؟

بدأت العمل في الكرة القطرية في العام 2001 بالتحديد عندما دخلت نادي الوكرة، عملت مدرباً لكل الفئات بداية من البراعم والأمل والناشئين والشباب وأفخر بتخريج العديد من الحراس علي يدي وقال: كل الإمكانيات متاحة للعمل هنا في الملاعب القطرية.

* كيف تم استقبالك في قلعة الوكراوية؟؟

بدون مجاملة وجدت ما يفوق الوصف في النادي، الكل رحب بي، وكان المسئولون سعداء بانتدابي وأكدوا أن الفئات السنية محظوظة بالتعاقد مع بريمة الذي سيقدم عصارة خبرته لمستقبل الحراسة القطرية.

* نظرتك للرياضة في قطر عامة؟؟

كل شئ هنا متاح من ملاعب وتأهيل واحتراف وتدريب ليس في كرة القدم فقط بل في كل الألعاب، والدوحة عاصمة الرياضة العالمية وكل شخص يدرك طبيعة مهمته ولا يتدخل إطلاقاً في عمل الآخرين، هذا ما نحتاجه بالضبط في السودان أن يبقي الرجل المناسب في المكان المناسب حتي نفجر القدرات، والتخطيط للمستقبل هو شعار القائمين علي أمر الرياضة في قطر، كما أن الإمكانيات أيضا بلا شك تصنع الفارق ولكن الأهم هو التطبيق الصحيح للإدارة الرياضية وبدون خطط لن تكون هنالك أي نتائج منتظرة.

بعين الخبير هل كل حارس مرمى ناجح يصلح أن يكون مدرباً ناجحاً للحراس؟؟

لا .. ولكن هنالك من يستفيد من التأهيل والرغبة في التعلم وليس أي حارس مرمى ناجح يمنح صك النجاح في تدريب الحراس، ولكن تبقى الخبرة واجبة والرغبة في النجاح مطلوبة حتي لمدرب الحراس الذي لم يعمر طويلاً في الملاعب واتجه إلى التدريب.

* الأساس الذي تعتمد عليه في صناعة حراس المستقبل؟؟

الولاء للشعار وتلمس خطواتهم بين أركان النادي الذي يبدأون فيه طموحاتهم حتي يقدموا الأفضل له وتكبر أحلامهم معهم بعيداً عن ما نشاهده من ولاء اللاعبين حالياً للمادة وليس النادي، وذلك ينبه إلى خطوة مهمة وهي صناعة اللاعب الذي سيكون قلبه علي النادي أولاً وأخيراً وهذا ما أعلمه لبراعم الوكرة.

* الحراسة موهبة أم تدريب وصقل ؟؟

نعم هي موهبة بالفطرة في المقام الأول ولكن هنالك من يلعب في مركز آخر وينجح في الحراسة وأتذكر سعود الخاطر الذي بدأ مهاجماً لدينا في الوكرة وتحول إلى حارس ناجح.

أزمة الحراسة في السودان

هنالك أزمة في الملاعب السودانية اسمها عقم موهبة الحراس هل توافق على هذا الاتهام؟؟

لا أعتقد فمواهب الحراس موجودة بكثرة في السودان، ولكنني أطرح السؤال من يهتم ويضيئ لها الطريق.. لا يمكن أن يتدرب الحارس في ملعب ترابي، تدريب الحراس هو الأصعب، فالحارس يحتاج إلي مقومات معينة ليكون مؤهلاً للنجاح بين الخشبات، أعتقد أن الاهتمام بالحراس واجب حتى يؤمنوا الأندية وبالتالي المنتخبات أعود فأقول: هي ليست عقماً بالتحديد ولكنها أقرب للأزمة الممكنة الحل.

* الملاعب القطرية تعج باللاعبين السودانيين ولكن النظرة سلبية تجاههم في السودان؟؟

لا تظلموا اللاعبين السودانيين في قطر، كل الإشكال أنهم مواليد قطر ولكن يملكون الموهبة التي يدافعون بها عن اسم قطر حالياً، ولكنني أقر بأنهم يمكنهم النجاح في الأندية السودانية.

* تقييمك لحارس الوكرة الصاعد أحمد سفيان؟؟

أفخر بأن يكون أحمد سفيان في صفوف الوكرة، وحقيقة افتقدته منتخباتنا وصعد بسرعة الصاروخ من منتخب الجالية إلي نادي مسيمير وانضم إلى الوكرة، وحالياً ظهر اسمه في قائمة العنابي الأول الذي يقوده الفرنسي (برونو ميتسو) وأتوقع له مستقبلاً كبيراً.

ما الفارق بين الكرة في السودان وقطر؟؟

المواهب في السودان موجودة ولكن المقارنة قد تكون ظالمة نوعاً ما، فقطر من أميز دول العالم في البنيات التحتية للرياضة، صحيح أن الانجازات الكبيرة تأخرت ولكن هنالك تطبيق صحيح للاحتراف لدى اللاعب والمدرب والإداري، الملاعب مميزة للحد البعيد، ولكن كيف تتطور الكرة في السودان إذا لم نعد الملاعب الصالحة للأداء ونؤهل المدربين ونعيد صياغة اللاعبين ليتعاملوا مع الكرة كاحتراف وليس على سبيل الهواية، المنتخب القطري كان قريباً من بلوغ نهائيات كأس العالم لولا بعض المباريات التي فرط فيها العنابي، وفي النهاية السودان يحتاج إلى الإمكانيات والفهم الصحيح للعبة لدينا حتي نتقدم من جديد، مع ملاحظة أن الفرق القطرية تفتقد القواعد الجماهيرية الضخمة على عكس الأندية في السودان.

تجربة أنور السد

* هل فشل أنور بابكر في المريخ وبالمقابل علاء الدين بابكر في الشمال؟؟

كلاهما يمتلك الموهبة، ولكن قد تكون الظروف والأجواء هي التي اختصرت تجربة أنور مع المريخ ليعود إلى قطر مجدداً، هو لاعب جيد مافي ذلك شك، أما علاء الدين بابكر فقد سجل النجاح مع الشمال، وقدم مردوداً طيباً ولكن هو قراره في النهاية بخلع قميص النادي والعودة للعب في النيل الحصاحيصا لذلك لن أحكم على تجربتهما فلكل تجربة ظروفها.

* تقييمك للمدرب السوداني؟؟

المدرب السوداني مظلوم بكل تأكيد فلا يمكن أن أطالب مدرب بالنتائج وهو يعمل وسط ظروف صعبة بدون ملاعب جيدة وبلا اهتمام باللاعبين من نواحي أخرى وخاصة مدربي الحراس الذين يفتقدون للإمكانيات، وفي ظل كل هذه الظروف يكون المدرب مطالب بالأصعب، لابد من تأهيل المدرب السوداني لأن التدريب لا يختلف عن أي مجال آخر فهو يحتاج إلى الدورات الخارجية والشهادات التي تدعم السيرة الذاتية للمدرب.

* بريمة والكرة السودانية؟؟

ابتعدت عن السودان لفترة طويلة ولكنني أعتبر نفسي متابع جيد لما يدور في الكرة السودانية التي أعتقد أنها يمكن أن تحفظ مكانها بين الكبار، ولكنني أكرر ماذكرته آنفاً: غياب الاحترافية لن يقدم الكرة السودانية رغم بعض النتائج الجيدة في الآونة الأخيرة لناديي القمة في البطولات الأفريقية.

لا بد من دخول المؤسسات في الدوري السوداني

إذن ما هو الحل للخروج من نفق التراجع؟؟

دعني أتساءل: لماذا نذهب بعيداً والدوري المصري اشتعلت المنافسة فيه بعد دخول المؤسسات على الخط، تابعوا مستويات أندية مثل (بتروجيت) و(إنبي) و(الطلائع) و(الحرس)، هذا ما نحتاجه في السودان فاللاعب يرغب فقط في عائد مادي مناسب بعيداً عن اللعب لهذا الفريق أو ذاك، رغم أن الطموح داخل كل لاعب ولكن اقتحام المؤسسات للدوري السوداني في رأيي يعد حلاً صائباً لإعادة الهيبة للدوري.

* وماذا عن المنتخب الوطني؟؟

الدوري القوي يفرز لاعبين أكثر يتنافسون على الدفاع عن ألوان منتخبات بلدانهم، في السودان يتشكل منتخبنا من لاعبي الهلال والمريخ فقط، ليس هنالك حضور لبقية اللاعبين في الأندية الأخرى، وهذا يقتل طموحات اللاعبين في المنافسة على اقتحام قائمة المنتخب الوطني،

وواصل: الحل في توفير الرعاية لأي نادٍ، فعندما تتوفر الإمكانيات للأندية بالتالي تصبح قادرة على الصرف، وبالمقابل يرتفع مردود اللاعبين ويعلو سقف طموحاتهم ويشكلون منافسة حتي يظهر الدوري بمستوى جيد ويكون رافداً للمنتخبات الوطنية.

بداية عادية

قال حامد بريمة أسطورة حراسة المرمى في السودان وأفريقيا أن بدأ كأي لاعب عادي يحلم بالنجاح، وقال: كنت محظوظاً باللعب مع الفرقة الحمراء، وأضاف: تأثرت بسبت دودو الذي يبقي علامة فارقة في تاريخ الحراس في الكرة السودانية، إلى جانب الطيب سند ودوكة ومحمود صالح والهادي سليم وزغبير،مبيناً أن موسم 80/81 الذي أحرز فيه المريخ لقب بطولة الدوري دون هزيمةهو الأفضل، وعن انتهاء الجيل الذهبي للمريخ بذهابهم قال بريمة: لا أستطيع أن أحكم، كل جيل مرت به ظروف ومتغيرات، وقال: أعتقد أن بطولات سيكافا ومانديلا ودبي في الذاكرة وتوثيق لعظمة ذلك الجيل في المريخ وكلها بطولات تظل محفورة في الذاكرة.

وعن خليفة حامد بريمة في الملاعب السودانية قال: كل حارس له شخصيته المختلفة، وبعيداً عن السؤال والإجابة فهنالك العديد من الحراس المميزين حالياً في الكرة السودانية.

المريخ والمنتخب افتقدا حارساً للمستقبل اسمه بهاء الدين محمد عبد الله

أبدى بريمة تعاطفاً مع الحارس بهاء الدين محمد غبد الله حارس مرمى المريخ السابق وقال: هذا الحارس صغير السن وكبير في الموهبة، كان يجب على المريخ الصبر عليه، هذه عقدتنا في السودان، فمن هو الحارس في العالم الذي يظل بدون أخطاء، المريخ والمنتخب افتقدا حارس مستقبل اسمه بهاء الدين، أما المعز محجوب فقد وصفه بالحارس العملاق والموهوب بالفطرة، وقال: هو الأفضل حالياً بين لاعبي جيله، ولكن كما قلت كل جيل يختلف عن الآخر وطبيعة اللعب تختلف من فريق إلى آخر.

قرأت خبر استغناء المريخ عني في الصحف

وعن مغادرته كشف الأحمر قال بريمة: هذا اليوم للنسيان، فقد قرأت خبر استغناء المريخ عني في الصحف وكل ما أتذكر هذه اللحظة يعتصرني الحزن، كنت أتمنى علي الأقل أن يطلبوا مني تعليق قفازاتي وإتاحة الفرصة لمن يأتي بعدي، ولكن أن أقرأ خبر استغناء المريخ عني في الصحف فهذه اللحظة الأشد مرارة لي في المريخ، ألوم إدارة المريخ وقتها لأنها لم تحسن تقدير تأريخي، وكذلك عندما حضرت لمشاهدة افتتاح سيكافا بإستاد المريخ وكانت لقطاتي تعرض علي الشاشة بالداخل وعندما أردت الدخول إلى الملعب منعني مسؤول البوابة حتى بعد أن قلت له إنني حامد بريمة فقال لي: لا أعرفك، إلا أن مرور جمال الوالي بالصدفة صحح الوضع، وفي النهاية سعيد أنا بما قدمته للمريخ بعيداًعن الأشخاص.

موسم مبشر للفرقة الحمراء

ذكر حامد بريمة أن الموسم الحالي مبشر بعد الاعداد المبكر للاعبين على أعلى مستوى إلى جانب جهاز فني متكامل، وقال: في الموسم السابق عطلت الإصابات الفريق، ولكنني أعيب على الإدارة تساهلها مع تأخر المحترفين الذين يفترض أن يكونوا أكثر انضباطاً من الوطنيين، على اللاعبين الاجتهاد لإسعاد جماهير الفريق.

وعن تتويج الهلال ببطولة بني ياس قال: كنت أول المهنئين للفريق بفوزه ببطولة بني ياس، وأعتبرها فاتحة شهية للفرقة الزرقاء للمضي بعيداً في الموسم الجديد، رغم أن الفريق بدأ إعداده متأخراً إلا أن البطولة لها انعكاس جيد فنياً ومعنوياً وقال: أتمنى التوفيق للهلال في الموسم القادم.

* ختاماً متي نري الأسطورة في السودان؟؟

سأعود يوماً إلى السودان لتقديم ما اكتسبته من خبرات، لكن في الوقت الحالي " مبسوط" مع براعمي وأشبالي في الوكرة، أحاول أن أمهد لمسيرتهم وأتمنى ألا يطول الغياب عن السودان.

[/size][/size][/size]

» غداء ممتع بديك حبشي وغزال تشادي في العشاء
» حوار بين بنت وجدتها عام 2052
» حوار مصطفى يونس