عبد المجيد عبد الرازق السبت 13/03/2010

في لحظة إعلان وفاة اللاعب إيداهور خفت على لاعبي المريخ وعلى جمهوره من آثار الصدمة والفاجعة الكبيرة، ولكنني خفت أكثر على رئيس النادي السيد جمال الوالي وهو يواجه هذه المصيبة الكبيرة التي تتطلب أولاً التماسك والقوة وتحتاج لمن يقف بجواره ولحظتها تذكرت الراحل المقيم مهدي الفكي الذي كان سنده الأول والأخير وترك رحيله فراغاً كبيراً عجز كل كبار المريخ ومع احترامي لهم في ملئه، بل تحول بعضهم الى معارض ومحارب لجمال منهم في العلن ومنهم خلف الكواليس وآخرون يتعاملون بوجهين معه وضده.

تذكرت مهدي الفكي الذي يجيد امتصاص الغضب والحزن بحكمة كبيرة بأخلاقه العالية وخبرته الكبيرة وحبه للمريخ الكيان الذي لم يعرف مهدي في يوم من الأيام معارضاً أو مسانداً لمعارض يقف مع كل مجلس بقرب حتى لو كان له رأي يقوله ويقدم النصح في التعامل مع كل الأمور وبرحيله افتقد جمال من يسانده.

خفت على جمال في تلك اللحظة، ولكنني رأيته متماسكاً وهو يتصدى للصدمة بكل شجاعة وبسالة رغم أن قلبه يتقطع وهو الأكثر حزناً لأن إيداهور كان كابنه وشقيقه، وظل جمال يهرول مثل هاجر ما بين مشرحة أمدرمان ومشرحة الخرطوم ويجري الاتصالات مع المسئولين في أصعب اللحظات وهو مواجه بضغوط من بعض المتفلتين الذين كانوا يسيؤن اليه في تلك اللحظات اعتقاداً منهم أن الوفاة كانت بفعل فاعل، ولكنه تماسك ولم يجد من يهدئ ثورة الغاضبين.

واجه جمال الفاجعة بكل شجاعة وهو ينقل الخبر الى زوجة الراحل والى أهله في بنين وهاتفه يواصل الرنين بين من يعزي وبين من يسأل عن التفاصيل وتحمل ما فوق طاقته وهو يوفر كل شئ، حضور أبناء الفقيد وإرسال الجثمان وكل ما يتعلق بذلك وبأخلاق أولاد البلد الخيرين يعلن مسئوليته عن التكفل بتربية أبناء إيداهور ويمنح زوجته كل مستحقات اللاعب حتى نهاية عقده والتي تبقى لها ثلاث سنوات ويزيد عليها.

فعل جمال الوالي ما لم يفعله أي رئيس نادٍ في العالم، ولو كان إيداهور في أي نادٍ آخر غير المريخ لما وجدت أسرته هذا الاهتمام، ولكنه جمال الذي ظل يقدم دائماً أروع نموذج لإنسان السودان ولهذا دخل كل القلوب وقد زاده موقفه مع إيداهور مكانة حتى على مستوى العالم، وكل الفضائيات وأجهزة الإعلام المختلفة ومواقع الانترنت تتحدث عن ما قام به.

جمال واجه المصيبة بكل شجاعة فكان جبلاً وتحمل ما هو فوق طاقة البشر وأكد أنه ليس رئيساً متميزاً ولكنه حكيم وملاك في شكل إنسان.. ونسأل الله أن يحفظه وأن يجعل كل ما قام به في ميزان حسناته ونرجو من محبي المريخ الالتفاف حوله ليردوا له قليلاً من جمائله.. ومرة أخرى أكرر ما قلته في هذه المساحة للمعارضين فقد حان وقت رمي السلاح والعودة الى منظومة الكيان، فالمريخ يحتاج كل أبنائه وليس هناك ما يدعو للخلاف والمريخ يسع الجميع ومن له رأي يمكن أن يقوله من داخل أسوار النادي ومجلس الإدارة أذن صاغية.

اعتذروا لسعيد السعودي لأنه شجاع

قدم لاعب المريخ سعيد السعودي نموذجاًَ حياً في الصدق والأمانة والتعامل بحكمة وهو يبرئ ساحة لاعبي الأمل ويؤكد أن إيداهور لم يتعرض لأي اعتداء وأنه كان الأقرب اليه.

وتجرأ السعودي ليقول نصيحته لجماهير المريخ الغاضبة وهو يخاطبها من داخل الاستاد في يوم العزاء ولكن لم تشفع له شهادته مع المتعصبين الذين أساءوا اليه، بل وصل بهم الحال الى تهشيم سيارته وبالتالي كان على حق وهو يتوقف عن النشاط وأن هذا التصرف رغم أنه جاء من قلة الا أن آثاره كانت كبيرة في قلبه وهو الأكثر حزناً على إيداهور الذي كان صديقاً له قبل أن يكون زميلاً له في الفريق.

اعتذروا لسعيد المظلوم من ذوي القربى وما أمرَّ ظلم ذوي القربى

ساندوا الأمل في معركته

بعد أن وضحت الحقيقة التي برأت ساحة لاعبي الأمل وبعد أن أعلن المريخ اعتذاره عبر تصريحات رئيس النادي السيد جمال الوالي عبر أجهزة الإعلام واتصالات مباشرة مع إدارة نادي الأمل ورغم أن هناك من يحاولون الاصطياد في هذا الجو لتحقيق أغراضهم أتمنى أن يشكل المريخ وفداً على أعلى مستوى بممثلين لمجلس الإدارة والأقطاب والمشجعين للوقوف مع فريق الأمل في مباراته أمام بطل موزمبيق يوم الأحد القادم باستاد عطبرة في ذهاب الدور الأول للبطولة الكونفدرالية رغم أنها تتزامن مع مباراة المريخ والغزالة التشادي في ذهاب الدور الأول لدوري أبطال أفريقيا لتكون خير اعتذار وتمهد للقاءات الفريق مستقبلاً.

شكراً الرشيد المهدية وقناة الشروق

خصص الكابتن الرشيد المهدية حيزاً كبيراً في افتتاح برنامجه المشاهد (الرشيد والكورة) عبر قناة الشروق حيزاً ليتحدث عن شخصي بمناسبة اختياري أفضل صحفي للعام 2009 من خلال الاستفتاء الذي نظمته شركة كونكورد بالإمارات بالتضامن مع المركز الثقافي الاجتماعي السوداني بالإمارات وهي كلمات أعتبرها وساماً على صدري وزاداً لي في مسيرتي إن شاء الله.

شكراً كابتن الرشيد وشكراً لقناة الشروق.

حروف خاصة

اتصلت أمس بالدكتور جمال يوسف مدير مشرحة أمدرمان لأسأله عن من الذي سمح لمصور صحيفة الدار لأخذ صورة للراحل إيداهور بعد وفاته ويقوم بنشرها دون مراعاة لحرمة الميت ومشاعر أهله ومحبيه من جماهير المريخ.

الدكتور وعدني برد كامل يبرئ ساحتهم لأن الازدحام كان كبيراً وأن مفاتيح المشرحة بحوزة الشرطة.

أنتظر الرد وسنسأل الشرطة حتى نعرف الحقيقة لأن من يسمح لشخص يلتقط صوراً للموتى داخل المشرحة يمكن أن يسمح بدخول تجار الأعضاء البشرية.

الصحيفة وصفتنا بالحاقدين والحاسدين ونشرت ردود فعل من يتعاطفون معها وكنا نتمنى أن تنشر ردود الفعل الغاضبة على نشر الصورة في المواقع الالكترونية والشارع السوداني.

أحترم صحيفة الدار وناشرها وكل أسرة تحريرها وأحملها معي كل يوم للمنزل، ولكن بنفس القدر أنتقدها إذا أخطأت ومن يهتم بالإشادة عليه أن يتقبل النقد