هل تغير الهلالاب خلال عشرين عاما

دار الزمان دورته منذ أن كتبت هذا المقال قبل 20عام و نشرته وقتها و عاد الزمان كأن التاريخ يعيد نفسه و سألت نفسي هل تغير الهلالاب خلال 20 سنة؟ للأسف كانت الإجابة لا بل صاروا أسوأ مما كانوا و دخلت قاموسهم لغة منكرة و أفعال سيئة أقبح مما كانوا يفعلون. وأقسم بالله العظيم أن هذا المقال مكتوب قبل 20 سنة و لم أغير فيه كلمة واحدة و هو مخطوط بخط اليد و من يريد أن يطلع عليه أو يصوره فهو موجود على 6 صفحات فلسكاب وسترون صورته إن شاء الله لتتأكدوا مما سردته فيه بنفس العنوان والتاريخ والحواشي.
ستجدون بعض التغيرات التي حدثت لبعض المعلومات فقد أُنشأ كاس العالم للأندية وانتقل إلى رحمة مولاه البروفيسر عبد الله الطيب و الكاريكاريست عزالدين عثمان وتغيرت أشياء أخرى و للأسف لم يتغير الهلالاب بل زادوا سوءاً و شططاً.

الغضب الساطع آت

تطاولت الأعناق متقلدة وشاح النصر و سمقت وسمت النفوس وهي نشوى بفرح غامر سطره فتية سودان المريخ على المستطيل الأخضر و عزفوا أجمل الألحان الكروية متوجين كفاحهم العظيم بكأس الكؤوس الأفريقية أمسية السبت 9/12/1989م ولكن يأبى الهلالاب إلا أن يكونوا نشازاً في هذه السيمفونية الرائعة التي عزفتها الأمة السودانية جمعاء على وتر القومية وحب السودان الأول فالأول فالأول. أبى الهلالاب وهذا ديدنهم إلا أن يغمزوا و يهمزوا و يلمزوا مقللين من جهد الرجال ومنقصين كمال كدهم و كفاحهم وهذا دأبهم كلما أحرز المريخ نصراً باهراً محلياً وقارياً ولكن هيهات هيهات وويل لكل هُمزة لُمزة. ولا أخال الذين كتبوا ذلك في جريدة الهلال يفقهون شيئاً عن النقد و التحليل الموضوعي فكل ما كتبوه ينضح حقداً و جهلاً بأبسط المعلومات بل البديهيات الكروية و دونكم العدد (263) من جريدة الهلال الصادر يوم الأحد 10/12/1989م. إنها كالعادة محاولة تزييف وتحوير التأريخ وليّ عنق الحقيقة ولكني أقول لهم من يزرع الشوك لا يجني ورداً وكفاكم مهاترة و تزييف للحقيقة وسخرية و تلفيق فما هكذا تورد الإبل يا بني هلال. ارفعوا أقلامكم عن المريخ العظيم فلن تلحقوه مهما كتبتم و قللتم من شأنه فالذهب يلمع ويبرق ويزداد وميضاً كلما اشتد أوار النار و انصهر وكلما انهالت عليه طرقات سندانكم والمريخ هو المريخ سركم ذلك أو أغضبكم فهو حامي الحمى وجمل الشيل و السفير الأوحد للكرة السودانية فعلاً وبياناً بالعمل لا قولاً و تسويداً للصحف.
ساقني لكتابة هذا المقال بمقدمته الطويلة هذه ما ورد في جريدة الهلال (لسان حال كل الهلالاب) الصادرة صباح الأحد 10/12/1989م والذي صدر متزامناً مع حصول المريخ على كأس الكؤوس الأفريقية ومن المفارقات المضحكة المبكية أن مانشيت الجريدة يقول (مبروك للمريخ ..مبروك للسودان) ولكن ما خفي أعظم والسم المدسوس في العسل كان كامناً في أحشاء الجريدة فشرحوها لتعرفوا أنني لم أتجن على الهلالاب ودونكم الصحيفة وغيرها فاقرؤوها ثم احكموا لنا أو علينا. في هذا العدد الكثير المثير الخطر و أبدأ من صفحة (2) واسمها (إستاد الهلال) المقال الرئيسي الذي تحدث عن الهلال في الدورة العربية وأفاض ما أفاض على الهلال و لا شأن لي بذلك ولكن يهمني الحوار الأبله في نهاية المقال والسخرية و التندر الذي لا يمكن السكوت عليه. فاستقبال المريخ ودخوله لدور الأربعة يجب أن يكون أعظم مما كان و مما كتبتم وباترونج الكنغولي الذي وصفتموه بسادس الدوري أقوى بكثير وبدون مقارنة من المطابع الصومالي الذي تعادل معكم و أقصاكم في عقر داركم بامدرمان في نفس هذه البطولة .. هل تذكرون ذلك؟ أما انسحاب بطل ليبيا فلا شأن لنا به فهم أدرى بأنفسهم وكوننا تأهلنا (ملح) لم نكن نعرف أن الهلال كان يريد أن يكون بديلاً للفريق الليبي ضد مواطنه (المريخ الأجنبي) فلماذا لم تلعبوا باسم الأهلي الليبي لنميز الخبيث من الطيب يومها؟ أما بنزرت التونسي فقد فاز بلقب البطولة العام المنصرم ودخل التأريخ الكروي الأفريقي وأين أنتم منه؟ وهي كرة شمال أفريقيا التي سقاكم جيشها المغربي الهزيمة المرة واحدة و مثنى و ثلاث وكنتم يومها وصيف أفريقيا وأين هو منكم حينها؟ وقورماهيا العنيد تعرفونه جيداً(زي جوع بطنكم) في دورة سيكافا 1985م يوم كنتم طيشها بجدارة في إستادكم بامدرمان وهو مثل كمبالا سيتي (كرة شرق ووسط أفريقيا ) الذي هزمكم في إستاد الهلال (2/صفر) وسقاكم كأسها ثلاثياً في يوغندا أم نسيتم (مقاشيش) البلدية في كاريكاتيرات عزالدين (رد الله غربته)
يا أرباب التحليل ودهاقنة النقد ليس ما كتبتموه تحليلاً ونقداً إنما (هضربة مصاب بحمى انتصارات المريخ) وجعجعة فارغة لا محل لها من الإعراب لا يتعدى قاعدة (خالف تُذكر) وكلما أقرأ ما تكتبون أتأكد تماماَ لماذا قال الانجليز ((Empty barrels make loud noise وأرد فوها بــــــ ( Much cry little wool ) لترادف عند العرب ( أسمع جعجعة و لا أرى طحناً) . وها هي جعجعتكم تملأ الصحف و تسودها وتملأ منتديات الأنس و تقلقها و لكن ما هي النتيجة ؟ لا تقولوا الدوري دون هزيمة أو تعادل حتى الآن فهذه أصبحت موضة عتيقة وقد مضى عليها 17( عام ) عمر شبل المريخ محمد الفاتح الذي طعمنا به فريقكم كما فعلناها من قبل وجددنا دماءكم بأشبال المريخ علي قاقارين و عز الدين الدحيش فأبدعوا و صالوا و جالوا لأنهم رضعوا الفن والإبداع من ثدي المريخ ليثبتوا مقولة ( هذا الشبل من ذاك الأسد) وليزرعوا الفرح في صحاري سجلاتكم الخالية الجرداء وإن قلتم الدورة الاستسلامية فقد تخطينا زمانا تقام فيه دورات القرية التي فصلها لكم شداد ولم يحسن التفصيل فجاءت كجبة الدرويش وتنفستم الصعداء لإعلان المريخ رفضه لدورات الترضيات وصان حقوقه عنوة و اقتدارا على المستطيل الأخضر وهللتم أنتم لرفض المريخ. ورغم أن الدورة لم ترق لمستوى دافوري الحواري احتفلتم بها فهنيئاً لكم بها و لكن تأكدوا:-

بأنّا المانعون إذا أبينا ********** وأنّا الآخذون إذا رضينا

ونشرب إن وردنا الماء صفواً *** ويشرب غيرنا كدراً و طينا

أما حديثكم عن ضربة الجزاء التي هزمنا بها بندل يونايتد فقد حدثت أثناء اللعب أي لم تكن ترجيحية وأذكركم أنكم هزمتم كانون ياوندي بضربة جزاء تنقا وهزمكم هناك بهدف أثناء اللعب و تأهلتم على حسابه بضربات الجزاء الترجيحية التي قال عنها الحكم عثمان أحمد البشر( الهلالابي المعروف) ] لو كنت حكماً لتلك المباراة لقمت بإعادة ضربتي الجزاء اللتين أنقذهما يور[ وقال عثمان يومها أن يور تحرك قبل الكرة ودونكم عثمان أحمد البشير فهو موجود ودونكم الصحف التي صرّح فيها فهي في الأرشيف وأسألكم سؤالاً بريئاً .. منْ الظالم الهلال أم الحكم أم كانون؟ أم مفهومكم لضربات الجزاء يجعلها ( ناراً وعذاباً شديداً) للآخرين ( وبرداً و سلاماً عليكم) مالكم كيف تحكمون؟؟ ثم تبع ذلك ولعبتم النهائي مع الأهلي القاهري لينتزع الكأس منكم بدءاً من أمدرمان (صفر/صفر) وهزمكم في داره (2/صفر) ويومها قلتم في لاراش ما لم يقله مالك في الخمر وأسأل هل كان لاراش يلعب ظهيراً أيمناً للهلال ليحرز هدفاً للأهلي أم كان هو الحارس المسئول الذي لم يحسن استلام كرة زميله الرأسية في مقص المرمى وهل لاراش مسئول عن الأهداف التي ولجت مرمى يور و يستطيع أي حارس ناشئ من الروابط التقاطها وعندما قال عنه سعد دبيبة أنه لا يصلح حارس مرمى درجة ثالثة قال كتابكم ما قالوا وقامت الدنيا و لم تقعد دفاعاً عن حارس أفريقيا الأول (هكذا) الذي ذهب مع أول فك تسجيلات كما ذهب عوض حسب الرسول و عبد المعطي وبازي الذين تخصص فيهم قناص المريخ (عصام الدحيش) وأسألكم أيضا هل كان هدف أيمن شوقي المنقوض قبل هدف وليد المنقوض لا يعادل هدف وليد المنقوض و الهدفان نقضا بحجة الفاول ثم بعدها أتاح لكم الأهلي فرصة الثأر بأبي ظبي فذهبتم و قتلتم الفرح الذي زرعه المريخ يوم موقعة كأس دبي الذهبي ويومها صرّح مدرب الأهلي قائلاً ( سأهزم الهلال بنفس الطريقة و النتيجة) وقد كان حين هزمكم (2 / صفر) منقولة بالمسطرة و الكربون من هزيمة القاهرة. هل كان لاراش يومها حكماً ولِمْ لَمْ تثاروا؟ أفيقوا يا هؤلاء والتفتوا لفريقكم و أنفسكم ولا تخدعوا جماهيركم بالأحابيل الواهية من حكام و أرض و جمهور وطقس لأن كرة القدم اليوم تؤمن فقط باللعب القانوني و الجهد و الكفاح والعزيمة و الإرادة وحب الوطن و الشعار لابالتريقة و الحقد والضغينة و الجعجعة ولطم الخدود و شق الجيوب وتصنيف الكأسات للآخرين.
ثم ماذا يا كاتب بهدوء (المهندس حسن بشير) لا تعليق على ما كتبته في عمودك بهدوء يوم الأحد 10/12/1989م غير سؤال واحد هو ( هل كنت يا أخ حسن تحضر حصص النحو والصرف في اللغة العربية.) إجابتك على السؤال تحدد لك ماذا نعني بقولنا (سودان المريخ) و( مريخ السودان) في آن واحد وإن لم تستطع فهمها ولا أظنك فاعلاً فالدكتور عبد الله الطيب موجود ليعطر الساحة لك و لأمثالك الذين لا يفقهون العربية أو (كاف) من (كورة)
وقولك يا سيد حسن أن بطولة كأس الكؤوس الأفريقية هي البطولة الأفريقية الثانية و الصغرى من أين لك هذا التصنيف يا مهندس البطولات القارية وهل فوضك الاتحاد الأفريقي لتضع درجات لبطولاته؟ ولماذا لم تصنف لنا مثيلاتها في القارات الأخرى عند الأوربيين مثلاً لنعرف درجة الأندية الأبطال وكأس الاتحاد الأوربي وكأس الكؤوس والكأسات الأخرى مروراً بأمريكا اللاتينية وآسيا وغيرها؟؟ أرجو أن تذاكر النحو بهدوء لتكتب لنا بهدوء دون أن (تجول في صفحات الصحف كالثور في مستودع الخزف) وأسألكم لماذا هللتم للمركز الرابع انجازاً أجدر له أن يُكتب كما تكتب تكتب ويُهنْدس كما تهندس لنا مسوحات عشوائية في خضم حضاري.
أما الأخ العزيز الذي كتب الحوار الأخير في المقال الأول بصفحة (2) كالآتي:
قال لي:- النار حمراء و صفراء (طبعاً دا مريخابي)
قلت :- يطفيها الماء الأزرق (طبعاً دا هلالابي)
قال لي :- الطماطم حمراء ( مريخابي)
قلت :- تنمو بالماء الأزرق ( هلالابي)
ثم قلت له ( الهلالابي) :- هل رأيت حمامة حمراء؟
أسأله ببراءة هل كنت أنت و رصيفك حسن بشير لا تحضرون حصص العلوم إن كنت كذلك فتلك مصيبة وإن لم تكن فالخطب أفدح والمصيبة أعظم .يا أخي هل سمعت بالماء الأزرق؟؟ لا أظن ذلك لأنك لو سمعت به ناهيك عن المعرفة به ما كنت سوّدت صفحة الإستاد بهذه السخافات. أولاً: الماء سائل لا لون و لا طعم و لا رائحة له إلا أن يكون آسناً (متعفن). ثانياً: الماء الأزرق داء عُضال أي والله داء عُضال و مرض خبيث يسميه الطب (جلوكوما Glaucoma) ويطلقون عليه اسم (اللص الشبح) لأنه يسلب الإنسان نعمة البصر ولكن كما قلت بملء فيك يا عزيزي تماماً أنتم الماء الأزرق في عين الحقيقة و الرياضة في السودان ودون إزالتكم لا يمكن أن ترى الحقيقة و الرياضة النور و تتقدم إلى رحاب أفضل. أنتم الذين تسودون صفحات الصحف بغسيلكم القذر هذا تباً لكم من كتاب .
أُعرج بكم إلى موطن آخر من كتاباتكم عن مريخ أفريقيا و الملايين و كأس سيكافا الذي اشترك في المريخ عام1985م وأحرز البرونزية ثم عام 1986م ليعود جواً بالكأس و الذهبية ثم عام 1987م ليعود بالفضية وكذلك عام 1988م وخلال كل هذه الدورات كنتم لنا بالمرصاد ولن أنسى ما دمت حياً تشجيعكم للبيرة و الفهود الكيني خلال سيكافا و بطولات أفريقيا فقولوا لي بربكم ماذا فعلتم في سيكافا التي وصفتموها بكأس المجاعة وتستجدون الاتحاد للاشتراك فيها وقد مهد لكم المريخ ذلك عام 1987 في يوغندا فعدتم الطيش بجدارة و عام 1985م وبإستادكم بامدرمان كنتم الطيش بجدارة أمام فيلا و لمباليف وعام 1988م (برونزية) بالخرطوم وعام 1989م الطيش بجدارة في كينيا أمام محاربيها و فهودها فقولوا لي هل تحتفظون بكاس الطيش بجدارة وفي أي دولاب من دواليبكم الخاوية إلا من العنكبوت لأنه حسب القواعد ( من فاز بكأس أو مركز ثلاث مرات نال كأسه للأبد و احتفظ به) وبعد هذا هل سيكافا كأس مجاعة ( محول لكاتبكم بله أحمد عمر و بالمناسبة ما هي العلاقة بين بله و البلاهة ؟ ) سيظل كتاب الهلال ومن لفّ لفهم وإلى الأبد يكتبون هكذا ولن يتغيروا ( ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وسيظل المريخ هاجسكم حتى يرث الله الأرض و ما عليها ولن تحققوا بطولة لم يحققها المريخ ( لأن العين ما بتعلى على الحاجب) وصدق من قال عن مريخ أفريقيا (بتصرف) كما قال المتنبئ

أنا الذي نظر الأعمى إلى فني ****و أسمعت كأساتي من به صمم

أُعيذها نظرات منك صادقة *** أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

ستظل هزيمتكم ثمانية مرات متتالية و إحرازنا الدوري دون هزيمة أو تعادل ثم كأس سيكافا وكأس دبي الذهبي وكأس الكؤوس الأفريقية أحلاماً بالنسبة لكم حتى نأتي لكم بالجديد وستظلون دائرين في فلك المريخ كما يدور الهلال الحقيقي رمزكم طبيعياً تابعاً لكوكب المريخ و لعلمكم يدور حول المريخ (Mars) قمران ولن تغيروا طبيعة الأشياء مهما كتبتم و سيظل الغول و العنقاء و الخل الوفي يكملها المريخ العظيم أربعاً هي مستحيلات الدنيا لكم و لن تنالوا منها ولو كانت الأندية تحرز كأساً للعالم معترف به لكان المريخ السوداني هو الفريق السوداني الوحيد الذي يأتي به ولكن تباً لقواعد المنافسات لأنها لم تراع ظروفنا ولم تكن تعرف أن هناك أُناساً يفرحون و يهللون لهزيمة بني جلدتهم كما يفعل هلالاب السودان وموعدنا كأس السودان واللقاء الدوري القادم لتعرفوا أي منقلب تنقلبون. وإن عدتم عُدنا و العزة للسودان و لسودان المريخ ومريخ السودان الابن البار الوفي الذي أوعد و أنجز وأوفى وعشت يا سودان موفور القيم و عشت يا مريخ موفور القيم.

نحن أبناؤك في الفرح الجميل

نحن أبناؤك في الحزن النبيل

وتغني لك يا وطني كما غنى الخليل

مثل ما غنت مهيرة تلهب الفرسان جيلا بعد جيل

لحريق المك في قلب الدخيل

للجسارة حينما استشهد في مدفعه عبد الفضيل

والله أكبر و العزة للسودان و النصر للسودان
****
سرالختم تاج السر علي
أم درمان الجديدة
الحارة الرابعة
الأحد 10/12/1989م