لا اعتقد ان مستوى الاداء الفنى للمريخ كان يمثل اهمية كبيرة عند المدرب كاربونى بقدر اهتمامه بالنتجية الايجابية التى تؤهله الى دور ال 32 كغاية يسعى اليها اى مدرب فى مثل هذه المباريات التى تحمل طابعا من مباريات الكؤوس التى لاتقبل القسمة على اثنين اما الفوز او الوداع والخروج من الباب الواسع ,, وهذا مابنى عليه كاربونى خطته وطريقته التى اعتمدها امام الفريق الاثيوبى الذى وضح انه بالفعل فريق يعرف كيف يمكن ان يصمد ويؤدى ويقاوم امام الفرق التى تلعب على ارضها ووسط جمهورها , ويكفى تلك اللحظات العصيبة التى مرت ثقيلة جدا على جماهير المريخ وهى ترى فريقها متأخرا بهدف حتى الدقائق الاخيرة بل حتى الزمن المحتسب بدل الضائع من الشوط الاول قبل ان يأتى الفرج عن طريق السعودى بهدف له قيمته المعنوية اكثر من كونه اعاد المريخ الى اجواء المباراة ومنحه جرعات اضافية من الثقة كانت كافية فى ان يستعيد عافيته فى الشوط الثانى ويحقق النتيجة والعلامة الكاملة ,, اختار كاربونى كما يقول خبراء الكرة ( الطريق المختصر ) نحو تحقيق هذا الانتصار وهو الاعتماد على خبرة اللاعبين اكثر من اعتماده على جماعية الاداء التى كانت تظهر وتختفى على مدار الشوطين ,, حيث ترتفع وتيرة الاداء الى الافضل عندما يصحو خط الوسط ويقوم بواجباته الدفاعية خاصة من جانب المحورين سعيد السعودى ولاسانا ثم سريعا مايتراجع الاداء لمصلحة الفريق الضيف وتزداد الخطورة على مرمى حافظ الذى ندعو له بالسلامة والعودة السريعة الى عرينه وذلك مع الانضباط التيكتيكى الذى اجاده الفريق الاثيوبى وكان بالفعل مفاجأة مباراة الامس ,, بل لاابالغ اذا قلت ان المستوى الذى ظهر به الفريق الاثيوبى اذا طبقه على ملعبه فى اديس لوضع المريخ فى موقف حرج ,,ولكن كما ذكرت خبرة لاعبى المريخ هى التى حسمت النتيجة لمصلحته ليس عن طريق الثلاثية التى سجلها ايداهور وعبد الحميد السعودى فحسب ولكن من خلال التوازن الذى حدث فى وسط المريخ بعد دخول قلق رغم الفترة القصيرة التى شارك فيها ولكن بالتأكيد هذا التبديل كان خطوة موفقة من المدرب كاربونى بعدما فطن الى بطء الدفاع فى تنظيف المنطقة مع الهجمات المرتدة السريعة للفريق الاثيوبى وخطورة اللاعب رقم 7 وكذلك زميله رقم 19 صاحب هدف السبق فى المباراة ,, لاشك ان النتيجة مهمة للمريخ فى هذه المرحلة لانها صعدت به الى دور ال 32 ولكن فى نفس الوقت فان الكثير من الاخطاء التى ظهرت فى الشوط الاول وتحدث عنها كابتن الرشيد المهدية فى الاستديو نتوقع ان تكون محل اهتمام المدرب كاربونى , خاصة فيما يتعلق بخط الظهر وعدم الانسجام بين سفارى وطارق مختار وكذلك بطء الباشا وسوء تمركزه وعدم التغطية السليمة ,, فقد ترك ادائهم فى الشوط الاول الكثير من علامات الاستفهام خاصة وان مثل هذه الاخطاء لم تكن وليدة مباراة الامس فقط بل تكررت امام هلال كادوقلى وكذلك فى المباراة الودية امام الخرطوم فاذا احصينا عدد الاهداف التى ولجت شباك المريخ منذ مباراة الذهاب امام سان جورج فى اديس مرورا بمباراة هلال كادوقلى والخرطوم وحتى مباراة الامس سنجد ان العدد يمثل رقما لايتسق ولايتناسب مع فريق توفرت له كل عوامل الاعداد السليم وفى ظروف لاينعم بها غيره من الاندية ,, نخشى ان تتكرر مثل هذه الاخطاء فى المرحلة القادمة من دورى ابطال افريقيا حيث سيواجه المريخ اندية تتفوق على سان جورج الاثيوبى بعدد من السنوات الضوئية ,,وبالتالى لابد من معالجة هذه الاخطاء حتى لاتكون سببا فى ان تعيق مسيرة الفريق بعدما نجح فى العبور الى المرحلة الاصعب والاقوى من دورى ابطال افريقيا .