الإعلام رأس المصائب!!
* الزميل المهذب العاقل علم الدين هاشم كتب أمس مقالاً عقلانياً مؤكداً إن إعلام الهلال المتعصب هو المتسبب الرئيسي في ما يحدث للاعب علاء الدين يوسف.
* مشجع يقال أنه ظل يتعرض باللفظ تجاه اللاعب علاء الدين.. واللاعب للأسف دائماً يفاقم الموقف برد فعله عضلياً مثل قذفه بقارورة المياه تجاه المشجعين ليصيب رجلاً كبير السن، فرد فعل علاء الدين يصيب رشاشه مشجعين آخرين فتتسع دائرة العداوة والتهجم اللفظي عليه من قبل الجماهير.. ولا تنسوا فمن قبل تسبب لاعب تنزاني أخرق في شغب مباراة المريخ وسيمبا عندما ألقى حجراً وسط الجمهور المتوتر.
* الأقلام والصحف الهلالية المتعصبة تحمل كل جماهير المريخ الأوزار وتنعتها بأقذع الألفاظ وتلقائياً تكون قد حرضت جماهير الهلال لتفعل ما يفعله أو أسوأ مما يفعله المشجع الذي يتلفظ بالقول تجاه اللاعب علاء الدين.. وفي نفس الوقت تكون هذه الأقلام والصحف قد استفزت جماهير المريخ ليتفاقم الموقف للأسوأ.. أما الذين يطلبون من جماهير الهلال، دون الشرطة، حماية اللاعب علاء الدين فهؤلاء بكتاباتهم غير المسئولة يشعلون شرارة الحرب والقتال.. وعلى الجهات الأمنية أن تسرع لتطويق الكتاب الذين يحرضون على القتال بين الجماهير قبل أن تقع الفأس على الرأس.
* كان يفترض أن تحرص الصحافة على تقوية الحس الوطني وإدانة سلوك المشجع تجاه لاعب قومي، وأن تنتقد اللاعب نفسه لأنه دائماً يرد بالعضل مما يفاقم المشكلة ويوسع دائرة الهجوم عليه ففي كل العالم لا يرد اللاعبون على غوغائية ألسنة المشجعين غير المسئولين ويتركون الأمر للشرطة.
* هيثم طمبل تعرض لتحرشات لفظية من جماهير الهلال ولكنه لم يكترث، ومن قبل ظل لاعب المريخ فاروق جبرة يتعرض لهتاف منحط ومستمر من جماهير الهلال ولكنه ظل يتمالك أعصابه رغم فظاعة الهتاف الأزرق.
* أمس الأول قرأنا خبراً يفيد بتشجيع جماهير سودانية للمنتخب الرواندي أثناء تدريبه مع إطلاق هتافات معادية لرئيس اتحاد الكرة السوداني!! وهذا جانب آخر من التعصب البغيض للأندية على حساب منتخب البلاد وانعكاس لما ظلت تكتبه بعض الأقلام المتزمتة تجاه اتحاد الكرة ورئيسه الدكتور كمال شداد بسبب قضية اللاعبين المجنسين وتأخير البت في مصير مباراة الحصاحيصا!!
* المطلوب من المشجعين العقلاء تشجيع منتخب البلاد بنية خالصة وعدم مجاراة ترهات الصغار والمتزمتين.. ليفوتوا الفرصة على أصحاب الأجندة الخاصة.
* المطلوب من الاتحاد توفير الحماية الأمنية للاعبين وسط هذه الأجواء العكرة، والمطلوب أيضاً توجيه جميع لاعبي المنتخب بعدم أداء أي لاعب لدور الشرطي وعدم الرد على أي مشجع سواء باللفظ أو بالضرب وترك كل شيء لرجال الشرطة وأمن الملاعب.. مع محاسبة أي لاعب يحاول أداء دور الشرطي بضرب المشجعين حتى إذا تطلب الأمر إبعاد اللاعب نهائياً عن المنتخب.
صحافة جيمس بوند!!
* بعض عشاق الإثارة في الصحافة من الذين يجيدون حبك القصص وتحويل الحبة إلى قبة خرجوا علينا بمعلومة هزيلة حولوها إلى قصة مثيرة من قصص العميل رقم 007 جيمس بوند لتخلب عقول القراء.
* تحدثوا عن جاسوس أمد موقع نادي صن داونز الجنوب أفريقي بمعلومات "سرية" عن فريق الهلال وتوزيع لاعبيه داخل الملعب ومعلومات عن نيل هيثم مصطفى لنجومية الموسم وفوز الهلال بالدوري لخمسة مواسم متتالية و..و..
* في كل أنحاء الدنيا ومنذ بدأ التنافس الدولي يقوم أي فريق بجمع أكبر قدر من المعلومات عن منافسه ويتم ذلك عن طريق الجاليات والطلاب الذين يقيمون في أرض الخصم أو عن طريق موظفي سفاراتهم الذين تتوفر لهم تقنيات تسجيل كل المباريات المتلفزة.
* وفي العهد الحديث بعد أن تحول العالم أجمعه إلى قرية صغيرة بانتشار خدمات الشبكة العنكبوتية أصبح العثور على معلومات فنية وغير فنية عن الخصم أسهل من الحصول على كوب ماء.. بل أصبحت الأندية تتحصل بكل سهولة على شرائط مباريات حديثة للخصم والتي أصبحت مفضلة على المعلومات السماعية والمكتوبة ومن رأى ليس كمن سمع بالطبع!!.. وبعض الفرق تقوم بمشاهدة خصومها وهي تلعب على الهواء مباشرة عبر القنوات الفضائية، وقد أصبح من السهل مشاهدة فرقنا في الدوري بعد أن أصبحت قنوات الإيه آر تي تنقل مباريات الدوري السوداني التي تلعب بالعاصمة.
* منذ سنوات كلما تأتي مباراة دولية لنا يقوم زميلنا المجتهد عبدالباقي شيخ إدريس بإعداد صفحة معلوماتية دقيقة عن الخصم تشمل جهازه الفني وتشكيلته الأساسية وأخبار لاعبيه وصورهم وعدد الأهداف التي سجلها كل منهم خلال موسم وطريقة اللعب المفضلة لهم بجانب أحوال لاعبي الخصم الصحية وملعبهم وجمهورهم ..إلخ.
* عبدالباقي شيخ إدريس يأتي بكل هذه المعلومات من داخل مكاتب الصحيفة عبر المواقع الالكترونية الرياضية ومواقع الأندية في الشبكة العنكبوتية وينشر كل المعلومات عبر صفحة كاملة أو عبر حلقات متسلسلة فهل يعتبر عبدالباقي جاسوساً؟ وأليس من السذاجة أن نستخدم كلمة جاسوس في عصر المعلومات وتقنيات الفضاء.
* لعلم الغافلين هناك موظفون أجانب يعملون في سفارات الدول الأفريقية والعربية بالخرطوم ويجيدون لغتنا بل فيهم مشجعين لفريقي القمة يدخلون المباريات ويقرءون صحفنا الرياضية المجنونة التي لا تترك خبراً عن لاعب في القمة حتى إذا عطس!! ويعرفون كل صغيرة وكبيرة عن فرقنا.. وهناك أيضاً مئات الطلاب الأفارقة في جامعة أفريقيا العالمية بالخرطوم ممن يعشقون كرة القدم ويتابعون دورياتنا ويحضرون لاستاداتنا ويشجعون أي فريق أفريقي يأتي ليلعب في بلادنا.. فهل يعقل في ظل هذا الكم الهائل من الطلاب الأجانب والسفارات أن نتحدث عن جواسيس؟.
* قبل أن يلعب المريخ مع رايون الرواندي وقبل أن يتحرى المريخ عن خصمه وصلتنا معلومات فنية دسمة عن فريق رايون وشريط لمباراته مع البيرة الإثيوبي وكل هذه المعلومات جاءت هدية من سوداني مقيم بإثيوبيا وتتكرر باستمرار وبشكل عادي فعن أي جواسيس تتحدثون؟..
* المعلومات الفنية التي قيل إن أحد الجواسيس أرسلها لموقع صن داونز وأطلعنا عليها عبر الصحف جاءت ركيكة للغاية وأغفلت ميزة الهلال في إحراز الأهداف الرأسية من الركنيات والركلات الحرة الجانبية عبر اندفاع حمودة وسيف مساوي بجانب كلتشي.. كما أغفلت ميزة القائد هيثم مصطفى في التسجيل مباشرة من الضربات الحرة في الزاوية البعيدة أو القريبة.. وأعتقد أن نادي صن داونز بما يملك من امكانيات مادية مهولة يمكنه بسهولة الحصول على كل تسجيلات مباريات الهلال في دوري الأبطال التي لعبت في الموسم السابق بجانب تسجيل مباراته مع زيسكو ومبارياته في الدوري هذا الموسم.
* في الموسم الفائت قبل لقاء المريخ والشلف الجزائري وجدنا كل أسرار المريخ منشورة على موقع جزائري وبالطبع لم يتحدث أي شخص عن جواسيس.. فلماذا محاولة خلق البطولات فيما يتعلق بالهلال فقط؟
* المهم لا تجعلوننا أضحوكة أمام الأجانب وأنتم تتحدثون عن جواسيس في عصر تقنيات الفضاء والبث الحي لمباريات الدوري فضائياً وفي ظل وجود آلاف الأفارقة في عاصمتنا.
* عزيزي القارئ إذا كنت تملك سيارة هل تدري وعبر تقنيات الفضاء المقدمة على شبكة الانترنت إن رصد إحداثيات موقف سيارتك في الخرطوم أصبح ميسوراً لأي شخص يجلس على كرسي الآن في واشنطن أو في لندن أو حتى في مكاتب إحدى صحفنا الرياضية وهو يحتسي القهوة؟.. ويمكن لأي جهة عسكرية أن تدمر سيارتك أو منزلك أو مكتبك بصاروخ موجه بالإحداثيات من خارج البلاد تماماً كما حدث لمصنع الشفاء!!
اطلقوا سراح القوصي
* وأخيراً أطلق زبانية غوانتنامو سراح سامي محي الدين محمد الحاج وأمير يعقوب محمد الأمير ووليد محمد الحاج ولا نحسب إن إدارة بوش فعلت ذلك حباً في العدالة أو رداً للمظالم ولكنهم بلا شك ينفذون أجندة خاصة أو ربما شعروا بالحرج أمام ضغوط منظمات حقوق الإنسان وجمعيات الدفاع عن الصحافيين بجانب خوفهم من تحول سامي الحاج إلى بطل عالمي إذا توفى داخل غوانتنامو مضرباً عن الطعام في ظل الحملة الإعلامية العالمية المكثفة التي تناصره بوصفه شاب برئ تم سجنه دون اتهام محدد!!
* إطلاق سراح سامي وأمير ووليد لا يعني نهاية حملات الضغط على الإدارة الأمريكية فالضغط يجب أن يتواصل عبر كل وسائل الإعلام لإطلاق سراح إبراهيم أحمد محمد القوصي ومصطفى إبراهيم مصطفى وإبراهيم عثمان إبراهيم ومحمد نور عثمان إدريس الذين لا زالوا في غياهب جحيم غوانتنامو مع المئات من المسجونين تعسفاً وجبناً.