[size=16] هل لقي الراحل إيداهور ما يستحق من عناية طبية عقب سقوطه في الملعب؟
* هل تعامل الطاقم الطبي الموجود في الإستاد مع الحالة بالطريقة المطلوبة؟
* هل كان الإسعاف الذي نقل اللاعب مجهزاً بما يكفي لمواجهة الحالة؟
* هل أعاقت حالة الهرج والمرج التي أعقبت سقوط اللاعب عمل المسعفين؟
* قبل يومين تلقيت رسالة من الأخ الصديق مدثر علي البحر حوت ملاحظات مهمة حول الأحداث التي أعقبت سقوط إيداهور، حيث وثّق بها للأحداث بالثانية، وسنتعرض لرسالته بالتفصيل في هذه المساحة.
* من ناحيتها أفردت قناة النيل الأزرق برنامج (بحث عن هدف) الذي تقدمه الزميلة ميرفت حسين للحديث عن إصابات الملاعب، واستضافت البروفيسور معاوية الدرديري والدكتور فيصل علي سلطان، بالإضافة إلى طبيب المريخ حافظ عبد القادر والدكتور محمد حسين كسلا عبر الهاتف من دبي.
* وتم خلال البرنامج بث تقرير عن الإسعاف المركزي وتجهيزاته، وخلصنا منه إلى أن الإسعاف المركزي مجهز بصورة ممتازة لمقابلة كل الحالات الطارئة!
* لكن التقرير المذكور لم يفدنا بأي شيء، لأن الإسعاف الذي نقل إيداهو لم يكن تابعاً للإسعاف المركزي، وإنما لمستشفى الشرطة!
* كما أن أنابيب الأوكسجين التي عرضت في التقرير ليست مخصصة للإسعاف لأنها من الحجم الكبير الذي يستخدم في العمليات الجراحية، بخلاف أنابيب الأوكسجين الصغيرة التي تستخدم في سيارات الإسعاف.
* سقط إيداهور أرضاً في الدقيقة 12، وكان أول من اطلع على حالته زميله عبد الحميد السعودي بعد 4 ثوان بالضبط، ومنذ الوهلة الأولى أدرك السعودي خطورة الحالة، فسارع باستدعاء المسعفين!
* وصل أول مسعف إلى مكان سقوط إيداهور بعد مرور 23 ثانية، وكان من الجهاز الطبي للمريخ.
* بعد 34 ثانية وصل حارس المريخ محمد كمال إلى مكان زميله، وبمجرد أن نظر إليه طلب دخول عربة الإسعاف، فوصلت بعد 45 ثانية من لحظة سقوط إيداهور.
* عاين أول مسعف (من العربة) الحالة بعد مرور دقيقة وعشر ثوان من لحظة سقوط اللاعب.
* ساد وقتها الهرج والمرج، وامتلأ الملعب بقرابة المائة شخص!
* إداريون ولاعبون احتياطيون ورجال أمن وأعضاء من الجهازين الفنيين للفريقين، وموظفو الإستاد ومسئولون من الاتحاد، بالإضافة إلى بعض من لا يمتلكون أي صفة رسمية (مثل ياسر الشريف)!
* وجود هذا العدد الكبير من البشر في منطقة سقوط إيداهور صعّب مهمة المسعفين، لا سيما وأن توقف اللاعب عن التنفس ربما كان يستلزم إجراء عملية فتح الحنجرة لتمكينه من التنفس كما أفاد أحد الأطباء!
* نعود لتسلسل الأحداث عقب سقوط الراحل، حيث طلب مسعف من أحد زملائه إحضار حقيبة الإسعافات من الناحية الجنوبية للملعب، فوصل (يمشي حيناً ويجري حيناً) بعد 39 ثانية.
* بعد مرور دقيقتين وعشرين ثانية من لحظة سقوط الراحل نقلت الكاميرا صورة غريبة لأحد المسعفين (يرتدي بالطو أبيض) وهو يشارك في تهدئة خواطر بعض اللاعبين (في مشهدٍ غريب) بدلاً من مساعدة زملائه في إسعاف المصاب، وقد استهلكت منه تلك (الجودية) 30 ثانية!
* بعد مرور ثلاث دقائق و40 ثانية تم وضع إيداهور في عربة الإسعاف، وتحركت العربة وغادرت الإستاد (عبر البوابة الجنوبية الغربية) بعد أربع دقائق وعشرين ثانية من لحظة سقوط الراحل، ولا ندري شيئاً عن الزمن الذي استهلكته للوصول إلى مستشفى أم درمان.
* ومع إيماننا التام بالقضاء والقدر، وأن لكل أجلٍ كتاباً، إلا أن ثانية واحدة في مثل هذه الحالات يمكن أن تشكل فاصلاً بين الموت والحياة!
* استعلمنا عن الأجهزة المطلوب توافرها في الإسعاف فانحصرت في أنابيب الأوكسجين وحقن إنعاش القلب (أدرنين) والدربات والجفت المخصص لسحب اللسان (في حالات ابتلاعه) وجهاز إنعاش القلب بالصدمات الكهربائية (DC SHOCK) وأدوية وأجهزة طبية أخرى تجعل من الإسعاف مستشفى صغيراً ومتحركاً ومجهزاً لمواجهة كل الحالات الطارئة بكفاءة عالية.
* وسألنا: هل كانت تلك المعينات متوافرة في الإسعاف الذي نقل الراحل إلى المستشفى؟ فكانت الإجابة (لا)!
* وقد علمنا من أحد الذين رافقوا اللاعب إلى المستشفى بالإسعاف أنه خلا حتى من أنابيب الأوكسجين، وبقية الأجهزة المسعفة في الحالات الطارئة.
* العربة التي نقلت إيداهور عبارة عن (حافلة هايس) تم نزع مقاعدها الأصلية ووضعت بها كنبتان ونقالة وسرينة طوارئ، وانحصر كل دورها في إيصال الراحل إلى المستشفى ليس إلا!
* مسئولية توفير عربات إسعاف مجهزة بما يكفي لمواجهة الطوارئ تقع على عاتق الاتحاد المسئول عن إدارة النشاط حسب تعليمات الفيفا، وهذا من صميم واجباته، ومع ذلك لم يتطرق إلى هذه الجزئية حتى اللحظة!
آخر الحقائق
* لا نريد أن نجرّم أحداً، فما حدث قد حدث!
* في كثير من الحالات الطارئة تتخذ الإجراءات المطلوبة، ويتم إسعاف المصاب بطريقة نموذجية ويرحل!
* لكننا نرغب في التأكد من توفير كل معينات الإسعاف للاعبين والفنيين والحكام والمشجعين في إستادات تزدحم بآلاف البشر ويمكن أن يحدث فيها ما يستدعي التدخل السريع بأطقم طبية تمتلك الكفاءة اللازمة وكل المعينات المطلوبة لإنقاذ حياة البشر.
* لا أحد يرغب في معايشة سيناريو رحيل إيداهور في ملاعبنا مرة أخرى.
* لا أحد يمتلك الاستعداد النفسي لمعايشة أجواء الكارثة من جديد.
* لم يتخذ الاتحاد أي إجراء لمراجعة التحضيرات الطبية في ملاعبه، بل سارع للوم مجلس المريخ والهجوم عليه ببيان هزيل!
* إستاد المريخ به إسعاف (بغض النظر عن مستوى تجهيزاته) إلا أن بعض ملاعب الممتاز تخلو منه تماماً!
* وقد تحدث معنا أحد الأطباء المختصين مؤكداً أن عناية المولى أنقذت حارس المريخ حافظ لأنه قضى وقتاً طويلاً في الملعب عقب إصابته، وتم نقله إلى المستشفى بإسعاف مشابه للذي نقل الراحل إيداهور!
* وذكر الطبيب أن حافظ تعرض لضربة قوية ونزف من فمه وأنفه، ولولا لطف الله لاختنق بدمائه.
* وقال إن الراحل إيداهور قضى وقتاً غير قليل منكفئاً على وجهه، وكان يجب تحويله على جانبه فوراً لتمكينه من التنفس.
* وطلب الاختصاصي المذكور تدريب اللاعبين على التعامل مع حالات بلع اللسان، وتعليمهم مبادئ إنعاش زملائهم المصابين إلى حين وصول المُسعفين.
* كما طلب التأكد من إتقان الأطقم الطبية الموجودة في الإستادات لعمليات فتح الحنجرة لتمكين المصاب من التنفس إلى حين نقله إلى أقرب مستشفى بالسرعة اللازمة.
* مطلوب إخضاع ما حدث لإيداهور وحافظ إلى تقييم دقيق لتلافي كل السلبيات التي صاحبت عمليتي الإسعاف.
* ومطلوب تنفيذ اشتراطات الفيفا للجوانب الطبية بحذافيرها.
* ومطلوب من مجلس المريخ إحياء مشروع إنشاء الوحدة الطبية، لا سيما وأن شركة زروق الهندسية أعلنت تكفلها بإجراء المسح الأولى وإعداد الخرط وتحمل كلفة البناء بالمجان.
* ليس هناك مبرر لبقاء المريخ بلا وحدة طبية حتى اللحظة.
* وعلى الاتحاد العام يقع عبء التأكد من توافر التجهيزات اللازمة للإسعاف في كل ملاعب السودان.
* نقترح عقد ورشة عمل أو سمنار حول إصابات الملاعب ومستوى التحضيرات الطبية في ملاعب السودان.
* ونؤكد أن (الصدى) مستعدة لتنظيمها بالتعاون مع اتحاد الكرة أو أي جهة أخرى.
* هل صحيح أن الاتحاد العام فسخ اتفاقه مع الإسعاف المركزي ولجأ إلى غيره لأسباب مادية؟
* بمعنى: هل ترك الاتحاد إلإسعاف المركزي ولجأ إلى إسعاف مستشفى الشرطة تخفيضاً للتكاليف؟
* هناك من ردد لنا هذه المعلومة أكثر من مرة!
* ولو صحت فتلك كارثة!
* وكما ذكر الأخ مدثر فإن ما نقلته لنا كاميرات التلفاز (القليلة) أوضح وجود قصور في التعامل مع الحادثة.
* كفى بالموت واعظاً.
* هناك من جيّر حادثة وفاة إيداهور لمهاجمة مجلس المريخ ومحاولة تجريمه تنفيذاً لأجندة شخصية.
* زعم رئيس نادي الأمل أن لاعبيه وصلوا إلى نفق اللاعبين حبواً!
* واستنكر عدم إرسال وفد إلى عطبرة للاعتذار!
* ونسأله: هل أرسل الأمل وفوداً للاعتذار عن حالات رجم لاعبي المريخ بالحجارة في عطبرة عدة مرات؟
* هل أرسلتم وفداً للاعتذار عندما اضطر بلة جابر إلى الاختباء خلف لوحات الإعلان اتقاءً للحجارة؟
* أما الزميل رضا فقد زعم أن عشرة من لاعبي الأمل أصيبوا، فيما اكتفى رئيس الأمل بالحديث عن سبعة!
* بالله شوف!
[/size]