عندما تشير عقارب الساعه الى الثامنه مساء سيكون المريخ بطل السودان على موعد مع التاريخ بلقاء العملاق الالمانى بايرن ميونيخ بطل العالم فى مواجهة ودية بنكهة اوربية وتحكيم قطرى وحضور جماهيرى سودانى مميز بكل ماتعنى هذه الكلمة تحت سماء العاصمة القطرية الدوحه , فى يوم سيكون من ايام المريخ الخالدات فى ذاكرة الكرة السودانية ,, لان مثل هذه المباريات من النادر جدا ان تتكرر فى فترات زمنية قصيرة لاسباب كثيرة اقلها عدم قدرة انديتنا على تسويق نفسها فى الاعلام الخارجى وتمسكها بالمحلية ,, وبالتالى فان مثل هذه اللقاءات التى يكون طرفها اندية اوربية عالمية ذائعة الصيت هى التى تمسح عن انديتنا الغبار العالق وتقدمها فى قالب جميل للعالم الخارجي بدلا عن الاستمرار فى الانكفاء الداخلى الذى يعمق من جهل الاعلام الخارجي بانديتنا ولاعبينا .
مباراة اليوم لاشك انها نقلة نوعية مهمة جدا اذا تعامل معها لاعبو المريخ بواقعية دون خوف او حذر مفرط , كما فعل ابطال لاعبي فريق الرجاء المغربي بصمودهم وتفوقهم فى كثير من مجريات المباراة النهائية فى كاس العالم للاندية التى جمعتهم بفريق بايرن ميونيخ , حيث تجاوز نجوم الفريق المغربي الرهبة وصدمة البداية منذ انطلاقة المباراة وجاروا لاعبي بايرن ميوينخ باداء قوى ثم ارتفع ايقاع الفريق المغربي فى الحصة الثانية باسلوب الند للند وفرضوا اسلوبهم على الفريق البافارى قبل ان يحسم الاخير النتيجة لمصلحته بفارق الخبرة التى رجحت من كفته ومنحته اللقب العالمي , فالرجاء خسر النتيجة الا انه كسب احترام الاعلام الالمانى الذى افرط فى مدحه والثناء عليه وكذلك اثنى عليهم المدرب غوراديولا والذى وصف فوز فريقه بالصعب والمهم ,, قصدت من ذلك للتأكيد بان الذين ظلوا طوال الفترة الماضية يحاولون زرع الخوف فى قلوب لاعبي المريخ واشاعة انطباع عام وسط الجماهير بتعرض المريخ لهزيمة قياسية وكارثية فى لقاء اليوم انما يركزون فقط على الجانب النفسي فى حين ان عامل الثقة هو السلاح الوحيد الذي يمكن ان يبدد هذه المخاوف ويدفع لاعبي المريخ لتقديم اداء قوى ومشرف ,, فلايوجد كبير اوصغير فى كرة القدم وانما التنافس داخل الملعب يقاس بمعايير البذل والعطاء والذى يمكن ان يضيق من حجم الفارق الكبير بين المريخ وبايرن ميونيخ .
المدرب كروجر بحكم تجربته فى السودان والاحتكاك مع الجماهير وادراكه لمزاج الاعلام الرياضى كان مدركا منذ البداية بان هذا اللقاء التاريخي سوف يشكل ضغطا على اللاعبين لهذا بادر بالقول عقب عودته من الاجازة وقبل السفر لمعسكر الدوحه بان مواجهة بايرن ميونيخ لاتخرج عن الاطار الودى التجريبي فى برنامج الاعداد والتجهيز للقاء فريق كمبالا سيتى فى ذهاب تمهيدى دورى الابطال , ولم يعطى المباراة اهمية تذكر رغم الشحن الاعلامي المتزايد وهو صائب فى حديثه وتحليله المنطقى بانها فرصة للاعبين ليقدموا انفسهم للاعلام الخارجي بصورة افضل بعيدا عن الخوف من النتيجة او مايترتب على ذلك !
نثق فى ان كروجر سيختار العناصر الافضل والاكثر خبرة لخوض المباراة من واقع الحصص التدريبية فى الخرطوم والدوحه وبالتالي فان المسؤولية الكاملة تقع على اللاعبين ومدى قدرتهم فى تقديم المستوى الفنى الذى يحد من خطورة الفريق الالمانى , لاسيما بعد الاتفاق الذى تم فى الاجتماع الفنى للمباراة بعدم اجراء اى تبديلات فى الحصة الاولي بينما يسمح بذلك بعد مرور ربع الساعة الاولي من الحصة الثانية , مما يعنى ان التشكيلة التى سيدخل بها المريخ المباراة ستكون هى المسؤولة عن النتيجة النهائية حيث ان البداية الصحيحة ستكون مؤشرا للنتيجة التى ستسفر عنها المباراة ,,
لن يشعر لاعبو المريخ بالغربة فى ملعب نادى السد فى ظل الاهتمام الاعلامي المكثف بالمباراة , واقبال الجماهير من اعضاء الجالية السودانية فى قطر وكذلك فى دول الخليج فضلا عن العدد المقدر الذى حضر من السودان, رغم ان التذاكر التى سلمتها الشركه الراعيه لرابطة المريخ بالدوحه قد نفد جزء كبير جدا منها مع اعلان طرحها فى منافذ البيع المحددة , لهذا نأمل ونتمنى ان لايخذل نجوم المريخ هذا الحضور المشرف والذى لن يقصر فى التشجيع والدعم المعنوى ,,