:
عقدي مع المريخ يمتد حتى 2009م وتفكيري حالياً في إحراز الأهداف
لقب هداف سيكافا دافع لتجويد الأداء في نهائيات غانا
كونت ثنائيات ناجحة مع مساوي وجوليت مبهور بهدف رواندا
تمنيت الاحتراف الخارجي والعجب أفضل لاعب في أفريقيا
عندما تعرض المنتخب الأولمبي لخسائر متعددة في دورة الألعاب بمصر بلغت 3 إضافة إلى عدم إحراز أي هدف طوال 270 دقيقة وضع الكثيرون أيديهم على قلوبهم تخوفاً من تكرار مسلسل الهزائم مع اختيار المنتخب الأولمبي للمشاركة في دورة سيكافا بتنزايا وتوجس من هزائم مذلة لحامل اللقب 2006م.
الا أن الجهاز الفني للمنتخب الأولمبي برهان تية كانت له نظرة فاحصة عندما قام باختيار 3 عناصر جيدة هم عبد الحميد السعودي.. خالد جوليت.. وأكرم الهادي سليم وكانت البداية بالمباريات الودية الدولية.. وفي تنزانيا لم يخيب السعودي وجوليت رهان من راهنوا عليهم فكانت الانتصارات المتوالية وكان أكبر خطوات النجاح هو الفوز على منظم البطولة تنزانيا والتفوق على رواندا بالضربات الترجيحية وارتفعت أسهم هداف سيكافا السعودي بإحراز 6 أهداف.
اللاعب عبد الحميد السعودي ليحكي لنا عن دورة سيكافا وأجمل الأهداف وعن أوتوفيستر وعقده مع المريخ والعديد من المواضيع المثيرة تطالعونها عبر السطور القادمة:
* بصراحة أنت تعرضت لظلم كبير في عهد المدرب أوتوفيستر بالجلوس كثيراً في دكة الاحتياطي في معظم المباريات الكبيرة وكنت المنقذ له في مباراة الرجاء المغربي بإدراك هدف التعادل في الدقائق الأخيرة.. ما ردك؟
أنا لا أقول إنني تعرضت لظلم لأنني في النهاية لاعب كرة قدم وقعت في كشوفات المريخ.. لذلك عليَّ أن أنفذ التعليمات التي تصدر إلي ولا أتناقش فيها.. المدرب أوتوفيستر رجل له باع كبير في كرة القدم وفي مجال التدريب ومعروف في كل أرجاء العالم ونجاحاته وإسهاماته يشهدان على تفوقه ومسألة الدفع بي في التشكيلة الأساسية للفريق أو الجلوس في دكة الاحتياطي أعتبرها نظرة فنية بحتة تقع المسئولية على المدرب وهو له الحق في كل ذلك.. وهنالك مباريات حسب اعتقادي لا يكون المدرب محتاج فيها لخدماتي وأنا لا يوجد أي عداء بيني والمدرب أوتوفيستر ولا أتناقش معه مطلقاً في النواحي الفنية..
أما بالنسبة لمباراة الرجاء المغربي وكما ذكرت سابقاً فأنا لاعب أرتدي شعار المريخ وعليَّ دائماً أن أكون على أهبة الاستعداد للدخول لساحة الحرب متى ما طلب مني ذلك وأكون رهن اشارة المدرب لذلك عندما أمرني أوتوفيستر بالدخول في مباراة المريخ والرجاء المغربي لم أتردد، بل قلت سمعاً وطاعة ودخلت الملعب والمريخ خاسر بهدفين مقابل هدف وكل إحساسي وشعوري مركز حول أهمية إدراك التعادل للمريخ واستفدت كثيراً من الجلوس في دكة الاحتياطي ومراقبة أداء خط دفاع الرجاء المغربي والمريخ وحقيقة تلك المباريات كانت عبارة عن هجوم مريخي يقابله دفاع مغربي مستميت وعاندت الكرة كثيراً وحالف التوفيق حارس مرمى الوداد المغربي ولاحظت بأن هنالك ثغرة في خط دفاع الوداد لذلك ركزت على الوقوف في المكان الصحيح وبمجرد عكس الكرة عرفت بأنها ستتجاوز دفاع الوداد وبالفعل كنت في الموعد تماماً وأدركت هدف التعادل ولو اسعفنا الزمن قليل لأحرزنا التفوق.
أيضا جلست في دكة الاحتياطي في مباراة القمة قبل الأخيرة في الدوري الممتاز وكنت في قمة الجاهزية للمشاركة في واحدة من أهم مباريات الموسم وكان الفريق خاسراً يحتاج إلى مهاجم الا أنني في النهاية أحترم وجهة النظر الفنية للمدرب أوتوفيستر وجلست في دكة الاحتياطي حتى نهاية المباراة وحقيقة كان إحساس الهزيمة قاسياً ومريراً الا أن عزاؤنا ان المريخ عوّض الخسارة بفوز عريض في ختام الموسم.
لا أفكر في التسجيلات
* تبقى لك من عقدك مع المريخ سنة ونصف إلا أن هنالك إرهاصات قوية بأن الند التقليدي سيحاول جاهداً ضمك لكشوفاته.. ما مدى صحة هذا الحديث؟
حالياً أنا لا أفكر في التسجيلات أو خلافه.. أمامي فترة طويلة تمتد إلى عام ونصف وطوال هذه الفترة سيظل كل تفكيري منصباً حول مواصلة مشوار التفوق والتألق واحراز الأهداف وان تكون في كامل اللياقة البدنية والنفسية والمعنوية خاصة وأن أمامنا معارك شرسة تتطلب الانصراف اليها كلياً والاستعداد التام.. بعد أيام تنطلق بطولة الأمم الأفريقية بغانا وبعدها تصفيات كأس العالم ثم تأتي المنافسات المحلية.. الدوري الممتاز بجانب بطولة الكونفدرالية.. لذلك لا تفكير سوى في البطولات وكيفية النجاح فيها وكيفية العمل مع زملائي على ترك بصمة واضحة ورفع اسم السودان عالياً في المحافل الدولية وأتمنى التوفيق للجميع بتقديم أداء رائع يرضي الطموحات.
التساوي مع العجب
* الإحصائية الأخيرة لعام 2007م أوضحت بأنك.. ورغم مشاركاتك القليلة الا أنك أحرزت 31 هدفاً متساوياً مع زميلك فيصل العجب.. ماذا تقول؟
ذلك الفضل والتوفيق من الله.. ومن جانب عليَّ أن اجتهد أكثر وأكثر من أجل تحقيق رقم أكبر من الموسم الحالي وأعتقد بأن اللعب في دورة سيكافا كان له الأثر الأكبر فيما وصلت اليه.. والتساوي في عدد الأهداف مع الكابتن فيصل العجب هو ما يفرحني ويدخل السرور في نفسي ومواصلة اللعب يجعل لاعب كرة القدم يشعر بالثقة الكبيرة في نفسه وإمكانياته والعكس صحيح فالتوقف عن اللعب يضر اللاعب كثيراً ويجعله بعيداً عن حساسية اللعب وهز الشباك إذا كان مهاجماً ودونكم اللاعب البرازيلي العالمي الذي كان محط الأنظار أدريانو غاب عن الملاعب لفترة طويلة وعند عودته لم يستطع إحراز هدف لفترة طويلة وأصييب باكتئاب وتم بيعه لفريق ساو باولو البرازيلي.. لذلك فالصيام عن إحراز الأهداف مشكلة كبيرة تؤرق المهاجم وإحراز الأهداف يرفع أسهم اللاعب كثيراً ويجعله محط الأنظار وأحمد الله كثيراً على نعمة إحراز الأهداف على المستويين الداخلي والخارجي وأن أتساوي مع العجب في هداف العالم رقم 12 وهداف أفريقيا والعرب رقم 2 وأنا حسب رؤيتي الشخصية أعتبر فيصل العجب أخطر وأفضل لاعب في أفريقيا وأتمنى له مواصلة إحراز الأهداف في نهائيات الأمم الأفريقية بغانا وفي العام الجديد بإذن الله.
أجمل أهداف سيكافا
* تم اعتماد هدفك الرأسي في شباك رواندا من أجمل الأهداف في الدورة.. ماذا تقول عن الهدف وهل بنظرك هو الأجمل لك في الدورة؟
لاعب كرة القدم يضع كل هدف أحرزه هو الأجمل خاصة اذا كان في منافسة كبرى مثل دورة سيكافا.. زميلي خالد جوليت من أكثر المعجبين بالهدف ودائماً يقول لي بأنه من أجمل الأهداف التي شاهدها في حياته وله دلالات عديدة.. أما عن قصة الهدف فهنالك انسجام كبير بيني واللاعب سيف مساوي.. وللحقيقة وللأمانة والتاريخ من جملة 6 أهداف أحرزتها في سيكافا 5 أهداف من صنع سيف مساوي وأعتبره من أفضل اللاعبين الذين لعبت معهم.
قصة الهدف عندما كانت الكرة بحوزة سيف مساوي لاحظت بأن هنالك لاعبين بجواري أحدهما أمامي والثاني خلفي وتوقعا أن يعكس سيف مساوي الكرة في منتصف المرمى الا أنه عكس الكرة عند القائم الأول وهو شعور وإحساس متبادل واندفعت في تلك اللحظة بين اللاعبين وقبل أن تصل الكرة لحارس المرمى وصلتها وحولتها برأسي مع حركة ميلان بسيطة لتستقر في مرمى رواندا.
زميلي سيف مساوي قبل أن ألعب بجواره كنت أود أن أعرف مستواه وأدائي وبعد سيكافا عرفت بأنه من أفضل اللاعبين والدليل أن مدرب الهلال ريكاردو كان يشركه كلاعب أساسي.. وطوال دورة سيكافا لم يخذلني سيف مساوي وهو لاعب كبير يصنع الأهداف للآخرين ويحرز بنفسه.
حافظنا على المكتسبات
*أنت لم تشارك في الفوز ببطولة سيكافا 2006م فماذا عن سيكافا 2007؟
نعم.. أنا لم أشارك في سيكافا 2006م نسبة لتعرضي للإصابة واستغرق العلاج فترة طويلة وبعدها تعافيت تماماً وعدت للمشاركة مع زملائي وبطولة سيكافا 2007م نعتبرها امتداد ناجح لدورة 2006م منذ أن تم اختياري للمنتخب الأولمبي كنت أعلم كبر حجم المسئولية الملقاة على عاتقنا خاصة في ظل إحراز المنتخب الوطني الأول للبطولة السابقة ونتاج ذلك أن المنتخب السوداني سيكون محط الأنظار والكل سيلعب معه بقوة من واقع أنه حامل اللقب لذلك كان لزاماً علينا في المقام الأول المحافظة على الكأس الغالية.. أيضا الفوز العام الماضي منحنا دافع أكبر على إحراز الكأس هذا الموسم والمحافظة على اسم السودان دائماً في المقدمة والحمد لله الذي وفقنا لإنجاز المهمة على أكمل وجه.
نظرة تفاؤل
* ما هي نظرتك للموسم الكروي الذي هلّ علينا 2008م؟
دائماً احب ان أكون أكثر تفاؤلاً وهو ما يجدد فينا الأمل في بشريات الأيام القادمة وان يسود السلام والمحبة وحسن النية الجميع وان تكون السعادة في متناول الكل الإدارات والأقطاب والجمهور والمحبين والمريدين والإعلاميين وان تكون نظرتنا منصبة نحو الوطن في المقام الأول لنرفع من شأنه اكثر واكثر وعلى الصعيد الكروي اتعشم بأن تكون ضربة النجاح منطلقة من نهائيات الأمم الأفريقية 2008م بغانا وأن نحقق اكثر من النجاح الذي حققناه في العام 2007م وان تتواصل نجاحاتنا في تصفيات كأس العالم حتى نكون من ضمن الدول التي تتأهل للنهائيات عام 2010 وما ذلك ببعيد وبإذن الله يتحقق.. اما على الصعيد الداخلي الفوز ببطولة الكونفدرالية هذا العام بإذن الله.
أحلام 2007م
* ما هي أحلامك التي تحققت في العام 2007م والتي لم تتحقق؟
ما تحقق كثير بحمد الله في مقدمته وإحراز بطولة سيكافا مع المنتخب الأولمبي والوصول مع المريخ إلى نهائيات الكونفدرالية وهو إنجاز بالنسبة لهذا الجيل بعد غياب طويل عن المباريات النهائية للبطولات القارية.. أما الأحلام التي لم تتحقق فهي الاحتراف الخارجي وكنت أتمنى تحقيق ذلك الحلم ولا يزال الحلم بداخلي لتحقيقه على الواقع من خلال المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية والتي تعتبر سوقاً رائجاً للاعبين لجذبهم للعب في الدوريات الأوروبية المختلفة وهنالك عدد كبير من اللاعبين تم اختيارهم في نهائيات الأمم وهم الآن لاعبون كبار يشار لهم بالبنان.. أيضا من الاحلام التي لم تتحقق هي فوز المريخ ببطولة خارجية رغم أننا كنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الكونفدرالية وليكن ذلك دافع لنا لإحرازها هذا العام.
الزواج استقرار
* ظاهرة زواج اللاعبين السودانيين في الآونة الأخيرة هي دليل عافية.. المعز.. محمد كمال.. كرنقو.. وفي الطريق العجب والقدال.. علماً بأن معظم اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية يتزوجون عند السن الـ22 متى تتخذ قرارك بإعلان إكمال نصف دينك؟
الزواج استقرار للاعب كرة القدم بكل معنى الكلمة ويمنحه مزيداً من التفوق والأداء بصورة أفضل من الآخرين كما أنه يجعل كل تفكير اللاعب منصباً في أدائه وكيفية تجويد مستواه والتدرج دائماً للافضل.. وربما تكون الارتباطات الكثيرة عائقاً أمام لاعب كرة القدم لتأخير الزواج خاصة بالنسبة للاعب القمة.
ونلاحظ حالياً في فترة انتهاء الموسم هنالك الاستعداد لنهائيات كأس الأمم الأفريقية وبعد العودة هنالك المعسكر الإعدادي ومن ثم بداية المنافسات الداخلية والخارجية وبالنسبة لي عما قريب سأدخل القفص الذهبي بإذن الله.
طموحات الفوز
* بالعودة لبطولة سيكافا هل كنتم تتوقعون الوصول للمباراة النهائية ومن ثم الفوز بالبطولة؟
أي لاعب كرة قدم يرتدي شعار بلاده وتم اختياره في بطولة كبرى ويسافر بالطائرة أو بأي وسيلة سفر ولا يحمل في دواخله طموح الفوز خير له أن يخلع الشعار ويتركه لمن هو أفضل منه وأكثر منه طموحاً منذ المباراة الأولى لم يحمل لدينا سوى امكانيات وسمعتنا وعزيمتنا وإصرارنا للفوز الخوف من مواجهة المنتخبات لم يكن موجوداً في قاموسنا.. نحن الأفضل والأقوى والأجدر كان العنوان الرئيس لنا في كل المواجهات وكلما انتصرنا وتدرجنا كلما ازداد حماسنا للمضي قدماً وبالفعل بقوة الإرادة وصلنا إلى المباراة النهائية أمام رواندا وكانت الخطة المتقنة المزودة بعزيمة الأبطال وحتى عند احراز المنتخب الرواندي هدف التعادل لم يدركنا اليأس أبداً بل واصلنا نضالنا حتى الوقت الاضافي وكنا الأقرب للفوز وعند الضربات الترجيحية كنت أكثر ثقة في مقدرات زملائي لتحقيق التفوق وعدم إهدار أي ضربة ترجيحية والحمد لله نجحنا بدرجة الامتياز.
أما عن هداف البطولة فهو نتاج لمجهودات كل زملائي اللاعبين وهو دافع كبير لي لمواصلة هوايتي المحببة في هز شباك الخصوم في نهائيات غانا والمنافسات القادمة وأتمنى دائماً التوفيق من الله.
أهداف في حياتي
* تأمل هذه الأهداف في مرمى المنتخب الرواندي.. تنزانيا.. المقاولون العرب.. الضرائب الأوغندي.. كوارا يونايتد النيجيري.. الشباب التنزاني.. الهلال.. الموردة بالكعب الطائر.. إنبي.. الرجاء والكثير.. أيهما الأجمل والأروع بالنسبة لك؟
أعتبرها أهداف جميلة في حياتي وأعتز بها وهو شريط يمر دائماً بذاكرتي والمهاجم كلما أحرز هدفاً كلما تفتحت شهيته وازداد نهمه لإحراز المزيد وكلما دخل مباراة يصبح همه الأكبر هو مغازلة الشباك التي أمامه وأقسى لحظات المهاجم اذا خرج خالي الوفاض وفريقه خاسر والمهاجم إذا شاهد هدفاً في التلفاز يكون أكثر إصراراً على إحراز مثله والمهاجم لا يهدأ أبداً وسعادته الكبرى عندما يحرز الهدف خاصة إذا كانت المنافسة قارية أو في مواجهات الديربي لذلك كل هدف أعتبره ابن بالنسبة لي والأب لا يفرق بين أبنائه.