اسماعيل حسن .. وكفى
فوز سهل للمنتخب!!
* لم يجد المنتخب السوداني صعوبة في تحقيق الفوز برباعية نظيفة على نظيره الرواندي في اللقاء الذي جمعهما بالرد كاسل مساء أمس في تصفيات البطولة الأفريقية لغير المحترفين.
* بدأ منتخبنا الشوط الأول بقوة وتمكّن من إحراز هدفين سريعين.. وبدل أن تثبت أقدام لاعبيه أكثر وأكثر ويقدموا العرض المطلوب إلا أن بعضهم تراخى عما كان عليه في البداية مثل الباشا ومهند والزومة ليتمكن الضيوف من الدخول في جو المباراة وشن بعض الهجمات الخطيرة.
* في الدقيقة السادسة نقلة مرسومة تصل لهيثم مصطفى فيرسلها بمهارته المعهودة إلى البلدوزر في مواجهة المرمى الرواندي وبكل ثقة يودعها هذا الأخير في مرمي رواندا على شمال الحارس هدفاً للسودان.. وقد توقعنا أن يشكر البلدوزر البرنس على هذه التمريرة المتقنة قبل أن يرقص فرحة بالهدف، ولكنه لم يفعل.. وإلى ذلك نلفت نظره ونظر كل من يحرز هدفاً في مباراة من المباريات إلى ضرورة أن يشكر اللاعب الذي صنعه له.
* في الدقيقة 11 تمربرة أخرى ذكية من البرنس لطمبل ومنه أذكي للبلدوزر ولكن الحارس لحق بها في آخر لحظة.
* ومن كرة معكوسة ينال مهند الطاهر الهدف الثاني للسودان.
* في الدقيقة 28 فرصة خطيرة لرواندا إثر هجمة من ناحية الزومة انتهت بعكسية أرضية تفرج عليها دفاعنا قبل أن يقتنصها مهاجم رواندا ويرسلها ضعيفة في يدي المعز المتابع.
* في هذا الشوط أفضل اللاعبين هيثم مصطفي يليه قلق وسفاري.. وأقلهم عطاء جوليت والباشا والزومة وطمبل والبقية فوق الوسط.
* ويبدأ الشوط الثاني فاتراً مع بعض السيطرة للمنتخب الرواندي على منطقة الوسط.. ويجري مدربنا تبديلاً في صفوف لاعبينا بدخول سيف مساوي وخروج علاء بابكر الذي قل عطاؤه كثيراً وأكثر من الفاولات.
* في الدقيقة العاشرة يهييء البرنس كرة على طبق من ذهب لطمبل الذي فشل في استثمارها لتضيع.. وبعدها بأربع دقائق يهييء البرنس فرصة مشابهة لمساوي فيفشل أيضاً في استثمارها.. وبعدها بدقيقة يهييء البرنس كرة ثالثة لمهند فيفشل في استثمارها.. وهكذا توالى ضياع الفرص بطريقة غريبة، إلا أن البرنس جاء ونال الهدف الثالث للسودان بنفسه من تمريرة مساوي.. وسجد بعد الهدف شكراً لله.
* الغريب أن البلدوزر ومهند سبقاه بإحراز الهدفين الأول والثاني ولكن لم يسجد أي منهما شكراً لله، بل اكتفيا بالرقص.
* خلوا الرقيص ينفعكم كان بنفعكم.
* في الدقيقة 75 يخطيء علاء الدين يوسف خطأ قاتلاً أمام الخط شكل هجمة خطيرة على مرمانا وكان يمكن أن يسفر عن هدف رواندي لولا براعة المعز.
* في الدقيقة 78 يخرج الباشا ويدخل عمر بخيت.. ثم يخرج طمبل ويدخل عنتر ويتحسن أداؤنا كثيراً ونسيطر على الملعب.
* وفي الدقيقة الأخيرة يتناقل مهند وعمر بخيت وعنتر الكرة بمهارة وتنتهي عند مهند فيعكس لمساوي ومنه رأسية في المرمى هدفاً رابعاً وأخيراً للصقور.
* هيثم مصطفي يستحق نجومية المباراة.. وغداً بإذن الله نتحدث عن الأداء عموماً وما ظهر من سلبيات وايجابيات.
العجب الملك المتوج
* لن نكل ولن نمل من التحدث عن أفضل لاعب سوداني على مر التاريخ التليد للكرة السودانية.. وقد كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عمن هو لاعب السودان الأول مطلقاً.. وجرت في هذا الصدد الكثير من المقارنات بين عدد من اللاعبين اللاعبين.. وكما هي العادة فقد لعبت العاطفة دوراً في تعيين من هو الأفضل ولكن تبقى الحقيقة أن الفيصل وسيد الموقف في هذا الأمر هي الأرقام.
* الملك لقب واسم على مسمى.. ودون شك يستحقه فيصل العجب.. وهو لم يأت من فراغ أو انحياز أومحاباة.. فكما هو معروف فإن طبع الملوك السيادة والقيادة والريادة.. والعجب تميز عن غيره بكل هذه السمات والصفات.. وبسمات وصفات من أصل طبعه.. والطبع يغلب التطبع دائماً.. فالذي يتميّز به الملك العجب والذي جعله متوجاً على غيره من اللاعبين لا يتميز به غيره.. مما جعل الجميع يحترمه ويقدّره إلا الذين في قلوبهم مرض.. كما أن احترامه لنفسه وموهبته والآخرين، أجبر الكل على احترامه.. وهذه الميزة والسمة تحسب للعجب ملك زمانه وبفارق كبير وبون شاسع عن غيره.. وتجعل منه مثالاً يُحتذى لكل لاعبي الكرة، خاصة الناشئة.. ويضرب به المثل على المستوى العالمي كما فعل الشوالي يوماً وهو يعلق على ميسي الأرجنتيني.
* موهبة العجب لا يختلف حولها إثنان.. ومن استنكحه الشك في ذلك إما حاقد أو حاسد أو جاهل أو لا يفهم في كرة القدم.. ويكفي الملك طوال تاريخه الكروي أن قدّم ما عجز عنه السابقون واللاحقون في الكرة السودانية والأفريقية وذلك منذ أن كان لاعباً في الدرجة الأولى بفريق كوبر العريق وقبلها في ساحات الناشئين. ومنذ أن انضم العجب لنادي المريخ العظيم ظل يقدم فناً كروياً راقياً لا يدانيه آخر و أحرز من الألقاب ما يجعله منارة سامقة يسير بهداها الآخرين لكتابة تاريخنا الكروي سواء مع المريخ أو المنتخب القومي.. ويكفي العجب فقط قيادته الفنية للمنتخب والوصول به إلى غانا بعد سنين عجاف امتدت لثلاثة أجيال (32سنة) وأجزم أن العجب مثل فنياً 60% من المشوار إلى غانا بعد أن حسمت أهدافه الكثير من المباريات في الداخل و الخارج.
* وزد على ذلك أهدافه الأفريقية التي قادت المريخ لنهائي الكونفدرالية بعد غياب 18 عاماً وحصوله على فضية المنافسة.. كما أنه يتفوق على جميع لاعبي السودان كهداف إذ حل في المركز الثاني عشر عالمياً والثاني أفريقياً وعربياً ومع ذلك هو لاعب وسط وصانع ألعاب بدرجة ممتاز.. ولا أبالغ إذا قلت أنه في كثير من المباريات يرجع مدافعاً باقتدار، وهذا يدل على أنه لاعبٌ شاملٌ كاملٌ كما كان كرويف أبو الكرة الشاملة .
* ولو حسبنا كل المباريات التي لعبها الملك منذ أن كان في كوبر و حتى الآن ـــ الرسمية منها و الودية ـــ وحسبنا أهدافه فيها لوجدنا أن العجب دخل عضواً أصيلاً في نادي الــ (500).. وهذه مهمة الأستاذ أبوبكر عابدين (أبوصدام) ولن يقل الملك عن ذلك بأي حال من الأحوال. كما أن المستوى الراقي والثابت الذي ظل يقدمه يجعل منه أسطورة زمانه.. إذ يندر أن يقدم العجب مستوىً ضعيفاً إلا أن يكون مصاباً أو محاطاً بظروف خارجة عن الإرادة.. وفوق هذا وذاك سلوك الملك داخل وخارج الميدان يجعل منه الملك المتوج بحق وحقيقة وهذا يكفيه.. أخوك الزهاوي