صدر التقرير الطبى المنتظر واكد ان سبب وفاة مهاجم المريخ ايداهور هبوط حاد فى الدورة الدموية وان التشريح الظاهرى اكد عدم وجود اى اصابة على جسم اللاعب ,, وقبل التعليق على نتائج هذا التقرير المهم لابد ان ازجى بالشكر للدكتور حميده سويكت حميده من كلية الطب بجامعة الملك خالد بالمملكة العربية السعودية الذى افادنا بمعلومة طبية هامة لابد ان نذكرها للقراء للفائدة العامة وهى ان حالات بلع اللسان يمكن ان تحدث فى حالة فقدان الوعى خلال نوبات الصرع او الاغماء مما يعنى ان حالات بلع لسان يمكن ان تحدث دون ارادة الانسان اى دون تدخل عامل خارجى ,, هذه المعلومة قصدت اعادة نشرها هنا لانها تتسق مع ماجاء فى التقرير الطبى الصادر من الجهة المختصة والذى اكد طبيعة اسباب الوفاة دون ان يقحم اى طرف اخر فى هذا الحادث الاليم مما يدفعنا للتأكيد بكل شجاعة ان كل المعلومات التى صدرت بالامس وحملت ايحاءات بان احد لاعبى الامل قد احتك باللاعب ايداهور قبل سقوطه تصبح معلومات مضللة وغير صحيحة وان كل من بنى رايه وتحليله واستنتاجه عليها مخطىء وعليه ان يعتذر للاعبى الامل وادارتهم وجماهيرهم على ما اصابهم من رشاش هذه الاتهامات التى نعرف وندرك حجم خطورتها وحجم الفتنة التى يمكن ان تحدثها اذا لم يتم الاعتراف بكل شجاعة ان لاعبى الامل الذين كانوا داخل الملعب ابرياء بكل ماتعنى هذه الكلمة من حادثة موت ايداهور وعلى الاعلام المريخى تحديدا ان يبرز اسباب الوفاة كما جاءت فى التقرير الطبى ويسعى بكل صدق وشجاعة كما ذكرت بالامس حتى يتم اغلاق باب الاتهامات الباطلة التى لايسندها دليل وحتى لايتم الاخذ فى هذه القضية بجريرة العاطفة التى تسيطر على جماهير المريخ الحزينة علي فقد نجمها المحبوب والخلوق ايداهور .
هذه المقدمة لابد منها حتى لاتأخذ القضية منحى يصعب معالجته او احتوائه مستقبلا لاسيما وان العاطفة المريخية الجياشة وسط الجماهير الحزينة ربما تعمى بصيرة الكثيرين عن الحقيقة وتدفعهم لارتكاب اخطاء لايدركون عواقبها الوخيمة ,, واظن ان واحد من تلك الاخطاء اللغة التى كتب بها البيان الوحيد الذى اصدره مجلس ادارة المريخ وتمت صياغته بلغة انفعالية حملت ايحاءات تشير الى ان الوفاة لم تكن طبيعية ولكن العزاء ان رئيس النادى جمال الوالى وكذلك نائب الامين العام متوكل احمد على جزاهم الله خيرا صححا ماجاء فى البيان من خلال تصريحات هادئة اجمعا فيها بان الوفاة كان قضاءا وقدرا وطالبوا الجماهير التزام الهدوء الى ان يعبر المريخ ولاعبيه هذه المرحلة العصيبة من تاريخ النادى .
وفاة ايداهور رغم الصدمة التى تركتها فى النفوس الا انها كشفت من جديد عن اخلاقيات العمل العام فى الوسط الرياضى الذى سريعا ماتذوب فيه الانتماءات وتنصهر بداخله الالوان فى بوتقة واحدة و تتوحد فيه القلوب وتتضامن النفوس فى مثل هذه الاحداث ولست فى حاجة لاعدد الامثلة ولكن يكفى ان تنسكب دموع لاعبى الهلال وتحتشد جماهيرهم امام المشرحه لتخفيف المصيبة والحدث الجلل على امة المريخ الباكية على فراق نجمها المحبوب ,, كذلك تعامل الاعلام المريخي الا من ابى وتفاعل الاعلام الهلالى بلغة المسؤولية فى سرد الاحداث وترتيبها دون الخروج عن النص وتعداد مآثر ومحاسن الراحل ووصفه بالفارس الخلوق والمحبوب فى ملاعب الكرة السودانية ,, هذا التوافق بين الاقلام الحمراء والزرقاء يعد مشهدا استثنائيا غاب طويلا عن ساحة الاعلام الرياضى ولكنه بالتأكيد عكس سودانيتنا وتقالدينا وعاداتنا التى لن نحيد عنها عندما تحل بنا المحن والمصائب .
اخيرا اقول لاصحاب الفتاوى بالمنتديات ومواقع الصحف الالكترونية الذين افتوا بان الرحمة لاتجوز لغير المسلم واستنكروا ترحمنا على ايداهور نقول لهؤلاء صحيح ايداهور غير مسلم فى ديانته ولكنه مسلم باخلاقياته و تعامله الراقي مع الجميع ,, اللهم ارحمه واغفر له واجعل الجنة مثواه الاخير ,, ولنا عودة